تلفيق إشاعات مرض واعتداءات
لم يكد الفنان العراقي ماجد المهندس يستيقظ من غيبوبته إثر الحادث الذي تعرّض له في فرنسا قبل أسبوع، حتى سارع مدير أعماله إلى إرسال صور وجهه المتورم من جراء الحادث وتعميمها على وسائل الإعلام، كي لا يتهم ماجد بتلفيق إشاعة للترويج لعمله الجديد.
وعلى الرغم من حجم الضرر الذي لحق بماجد من جراء الحادث كما تظهر الصور، لم تتردد مجلة لبنانية بنفي الخبر، مؤكدة أن الأمر يصب في خانة الترويج، وأن ماجد خضع لعمليات تجميل أراد استثمارها في خبطة صحفية ملفقاً خبر الحادث.
ماجد الذي لم يعلّق على الموضوع، أعاد إلى الذاكرة مرض الفنان رامي عياش، الذي استغله هذا الأخير بصورة أساءت إليه، وعرّضته لحملة واسعة من الانتقادات، حيث ظهر في برنامج تلفزيوني، أعلن فيه أنه مصاب بالسرطان وبكى فأبكى معه الزميل نيشان ديرهاورتيونيان الذي استضافه في حلقة أثارت الكثير من ردود الفعل، خصوصاً حين كشف الطبيب المعالج أنه استأصل ورما من أسفل ظهر رامي، وأن نتيجة الورم لم تظهر بعد.
وكان مستغرباً استباق رامي لنتيجة الفحوصات التي اثبتت أنه خال من المرض، إذ ظهر في الإعلام برأس حليق وأجرى مقابلات صحفية بدا فيها كأنه ينعى نفسه، الأمر الذي استفز بعض الصحافيين الذين اتهموا رامي بتلفيق خبر مرضه لكسب تعاطف الجمهور، وهو ما أكدته نتيجة الفحوصات فيما بعد.
ليست المرة الأولى التي يستغل فيها فنان مرضه ليستعطف الجمهور، أو يبتكر إشاعة ليروّج لفنه ولو من بوابة كذبة تكتشف لاحقاً، أو يختار الترويج لعمل جديد من خلال مشاكله الشخصية، ما جعل كل أخبار الفنانين المثيرة للجدل خاضعة لأكثر من علامة استفهام.
فعلى الرغم من فظاعة الحادث الذي تعرضت له أثناء تصويرها فيديو كليب لأحد أغانيها، انتهى بارتطام طائرة برأسها كادت تودي بحياتها، أصرت الفنانة هيفاء وهبي على استخدام مشهد الارتطام في الفيديو كليب الذي لم يحقق صدىً يذكر، رغم الدعاية الكبيرة التي أحيطت بها هيفاء بعيد وقوع الحادث، إذ إن المسافة الزمنية بين تصوير الكليب وعرضه، والتي تجاوزت السنة، أفقدت المشهد الكثير من عناصر الجذب التي راهن عليها المخرج.
اعتداءات بالجملة
وبعيد تعرّض الإعلامي نيشان ديرهاورتيونيان لحادث ضرب أدخل على أثره إلى المستشفى، أطلت الفنانة نجوى سلطان عبر أثير إحدى الإذاعات المحلية في بيروت، وأعلنت أنها تعرضت لحادث مماثل، عندما هاجمها ملثمون بواسطة مسدسات وحاولوا سلبها سيارتها.
خبر نجوى لم يجد صداه في الإعلام الذي كان مشغولاً بقضية مقتل الفنانة سوزان تميم، غير أن البعض وضعه في خانة الترويج لعمل نجوى وفضّل تجاهله.
وقبل أيام قليلة، أعلنت مها الخليل حاملة إحدى الألقاب الجمالية أنها تعرضت لحادث اعتداء، ووزعت صورها التي تثبت الواقعة على وسائل الإعلام، مؤكدة أن ما تعرضت له هو محاولة «اغتيال»، أما من سيغتال حاملة لقب مغمورة فالجواب بقي عند مها التي لم يعر الإعلام الذي بات يفهم اللعبة جيداً أي اهتمام لقضيتها.
وبعيداً عن محاولات الخداع التي يحاول بعض الفنانين تمريرها على الصحافيين ومن خلالهم على الجمهور، ثمة فنانون يتواطؤون مع الصحافة لتمرير إشاعة، وأحياناً تكون الإشاعة موثقة بالصور التي يبدو أنها هي الأخرى فقدت مصداقيتها.
فنانون عكس التيار
الفنانة نوال الزغبي سارت عكس التيار، فبعد تداول وسائل الإعلام خبر طلاقها من زوجها إيلي ديب، وما تلاه من تجاهل لم يؤكد الإشاعة ولم ينفها، أعلنت نوال قبل أيام في بيان وزّعته على وسائل الإعلام، أنها انفصلت عن زوجها الذي لا يزال يدير أعمالها، وكان التوقيت مفاجئاً، في لعبة الترويج التي دأب عليها الفنانون، فألبوم نوال مضت عليه أشهر عدّة، وألبومها المقبل لن يصدر قريباً.
وكذلك فعلت الفنانة نانسي عجرم التي لم تعلق يوماً على مسألة زواجها من طبيب الأسنان فادي الهاشم، بل أعلنت قبل مدة قصيرة أنها لن تتزوج قريباً، ليفاجأ محبوها بزواجها بعيداً عن الأضواء في جزيرة قبرص، الأمر الذي لم تستثمره إعلامياً، إذ حجبت صور زفافها تأكيداً منها على رغبتها في الاحتفاظ بخصوصية تلك المناسبة الخاصة.
إشاعات الفنانين لم يعد مردودها مربحا أقله من ناحية الترويج لأعمالهم الفنية بعد أن أصبحت اللعبة مكشوفة، فهل يبتكر الفنانون طرقاً جديدة للترويج لأعمال أصبح التميّز فيها نادراً أم أن اللعبة الإعلامية لم تعد تنطلي على أحد؟